الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

صياغات نسجية مبتكرة

تقدم لنا الحركات الفنية المعاصرة في مجال النسيج كل يوم أعمال فنية جديدة، تتميز بالفرادة والإبداع ، مستخدماً فيها الفنان النساج الخامات والتقنيات المبتكرة للتعبير عن أعمال جديدة ، تقف شامخة ضخمة ، تمثل أبعاداً حقيقية مرئية وملموسة ، رغم ليونة خاماتها وطبيعة تقنياتها.
والذي جعل فن النسيج المعاصر في مركز الصدارة ضمن المجالات الفنية الأخرى ، التطورات الحادثة له في الشكل والمضمون ، واستخدام الخامات المتنوعة، والتعبير الحر بالتقنيات ، الذي جاءت وفقاً لمتطلبات العصر الحديث المتميز بالتقدم العلمي والتكنولوجي ، من خلال أدوات وتقنيات حديثة ومتقدمة ملائمة لما يتطلبه العصر ومتوافقة مع ثقافة المجتمع .
فقد كان للعلم والتكنولوجيا أثرهما على خيال الكثير من الفنانين التشكيليين ومنهم النساجين ، فقد فتحت لهم أفاقاً جديدة للخلق والابتكار في مجال النسيج والتشكيل النسجي المجسم الذي ظهر في أشكال تجريدية ورمزية لموضوعات غير مألوفة ، ويرجع ذلك لحرية التفكير الملازم للفن المعاصر ، ليمثل اتجاهاً علمياً نحو الإبداع الفني لاستنباط أشكال وهيئات فنية جديدة ومتنوعة.
وقد كان معروفاً فيما مضى أن الشكل النسجي هو شكل ثنائي الأبعاد، ولكن اتجه بعض الفنانين في هذا المجال إلى إيجاد أشكال جديدة أحدثت ثورة في المفاهيم الفنية للشكل النسجي،وظهرت أعمال نسجية مجسمة تحقق فيها البعد الثالث الحقيقي.
وعلى الرغم من صعوبة تحقيق التجسيم في الأعمال النسجية إلا أن الفنانين تغلبوا عليها من خلال الصياغات التشكيلية والتقنية لتحقيق ذلك ، فالعمل النسجي الثلاثي الأبعاد يجب أن يكون مقنعاً في علاقته لكل من الفراغين الداخلي والخارجي وما يقوم به الضوء من إضافة خاصة عليه.
فيجب أن ننظر إلى الأعمال النسجية المجسمة من جميع الأوجه ، فنحن لا نتعامل مع نظام ثابت من العلاقات ، بل نتعامل مع عدة أنظمة متداخلة ، فالمجسم النسجي له عدة أوجه ، لكل منها تكويناً في حد ذاته يجب أن تتألف فيه العلاقات حتى يمكن إدراكها بشكل شامل محققة الوحدة والارتباط العام بينها.
والفراغ هو أحد عناصر العمل النسجي المجسم ، والذي يمثل قيمة تشكيلية فيه فالفراغ الداخلي الحقيقي أو الإيهامي يكسب العمل النسجي المجسم قيماً تشكيلية جديدة ، عند سقوط الضوء عليه ، أو بتغيير زاوية سقوط الضوء ، وقد يشترك الفراغ الداخلي مع الأشكال كشكل جديد له طبيعته ليصبح في علاقة مرتبطة داخل العمل النسجي .
والمدرسة البنائية،اهتمت بالجانب البنائي أو التركيبي لعناصر العمل الفني في أشكال جديدة ومتميزة عما هو مألوف،وهي سعت لتحقيق الزمان والمكان في العمل الفني،وتؤكد على عنصر الحركة بجانب الفراغ داخل العمل الفني،فهي تهدف لخلق علاقة داخلية ديناميكية بين الكتل والخطوط والفراغات.
كما أضفت على النسيج معني جديد في الشكل والمضمون والمفاهيم الفلسفية المتبعة لبناء الأعمال النسجية التي لم تكن مألوفة من قبل ، ومحققة القيم الفنية والبنائية لبناء العمل النسجي المجسم القاتم في الفراغ المحيط به باستخدام الصياغات والأداء المتنوع ، والتقنيات والأساليب الفنية النسجية التي تخضع لاختلاف البيئة والفنان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق