استحداث ستائر حائطية بالاستفادة من بواقى القمشة

تمهيد

     الستائر في المنزل لوحة فنية تعكس طبيعة المكان فهي مكمل هام للديكور وجزء مهم في تجميل الغرف , ولها تأثير فعال في إبراز جمالية الأماكن من حولنا.

         لذلك رغبت في تقديم بحثي في هذا المجال نظر لتوافر كمية من بواقي وفضلات  الأقمشة بعد دراستي لمقررات الملابس والنسيج في مجال(الاقتصاد المنزلي) المختلفة ولتوفر لدي أيضا باقي الخامات التي وجدة لدي بعد دراسة المواد الفنية من تنسيق الزهور والأشغال البيئية ففضلت عمل نماذج صغيره لستائر من بقايا الأقمشة والخامات ولان الستار "وجدت منذ القدم لكنها تطوّرت مع الأيام لتصبح عنصراً جمالياً يستخدم للزينة، ويتم اختيار الستائر حسب المكان ليناسب لون الجدران وأثاث الغرف لتصبح أنيقة ومرتبة" [1] كما أن الفراعنة أول الشعوب التي صنعت الستارة من الكتّان بطريقة الانسدال النازل، وهذا يعني أن المجتمعات الزراعية هي التي تمكنت من أن تستفيد من محاصيلها الزراعية كالقطن والكتان لصناعة الأقمشة، والفراعنة كانوا زراعيين وفنانين، وما تركوه من إرث كبير في هذا المجال يعزز كونهم بشراً من هذا النوع الفاعل والمبتكر؛ غير أن الرومانيين عملوا الستائر من الحرير بالألوان الحمراء والزرقاء والبيضاء كأيقونات جمالية شائعة في عصورهم التاريخية؛ وكانت ستائرهم توضع فوق الأسرة لا أمام الشباك0

الشكل(1)ايقوانه جماليه من العصر الروماني

نقلا عن: http://www.google.com

          فالسرير كان هو بيت الراحة وموضع التأمل أو النوم؛ فيما ذهب عصر الملكة فكتوريا إلى الاهتمام الاستثنائي بالستائر؛ فالعصر الأنثوي إن جازت التسمية يميل إلى تأنيث الأشياء الصغيرة، فالقطيفة المطرزة بخيوط الذهب هي ما كانت شائعة في البيوت الارستقراطية آنذاك يضاف إليها قماش «التل» المورّد والدانتيل المزخرف، على أن الفرنسيين هم أكثر الشعوب التي ابتكرت الموديل الستائر، لاسيما الموديل الملكي الذي تتداخل فيه أطوال الأقمشة.

الشكل(2)ستائر على رأس السرير

نقلا عن: http://www.google.com

          أن الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر وما تلاها من سنوات في القرنين التاسع عشر والعشرين لاشك وإنها شهدت جذباً جمالياً في مختلف مناحي الحياة اليومية، ومن المؤكد أن هندسة البيوت وتصاميمها المختلفة أوجدت معها عناصرها الأخرى بدءاً من الباب الخارجي حتى مطبخ المنزل مروراً بصالة الاستقبال وغرفة النوم... الخ

        "هذا تاريخ قد يكون شفاهياً بعض الشيء؛ فالستارة ككائن حيوي في البيت وعنصر من عناصره الأساسية، لم تكن بذات أهمية البيت ونُظُمِه المحورية، ولم يكن يُنظر لها كعنصر مؤسس لنظام اجتماعي خاص إلا بعد إن تطورت البيوت ذاتها وأصبحت تشكل مجتمعات سكنية متقاربة مرتبطة بوحدة أخلاقية عامة تشدها إلى الاستقرار والفرادة الشخصية؛ ومن هنا كانت الحاجة إلى التستر والتخفي واستخدام القناع عبر الستارة التي كانت فاصلاً بين نظامين من العري واللباس، لتكون الساتر والمستتر وكاتم الأسرار".[2]

        الهولنديون يحبون الستائر الشفافة لطبيعتهم الإنسانية المنفتحة وللجذر الريفية حيث الحقول والطبيعة الخضراء مكشوفة للريح وللحياة،ولحاجتهم المستمرة للضوء تجدهم يضعون الستائر ولا يغلقون الرؤية من داخل البيوت إلى خارجها،فالستائر توجد من حولنا في كل مكان في الفنادق والمسارح والسينما و المنازل لما لها من أهميه كبيره في ستر المنزل و ما يحدث فيه من عيون المتطفلين وأيضا لها أهميه في إضفاء الجانب الجمالي و تحسين الجانب النفسي لما لها من ألوان متعددة توثر في الإنسان وتعتبر الستائر مهمة في وقاية المكان  من تقلبات الجو سواء أشعة الشمس الحارة في فصل الصيف أو البرودة القارصة من فصل الشتاء كما أن اقمشه الستائر كثيرة ومتعددة منها الخفيف مثل:الشيفون والدانتيل والتل ومنها الثقيلة مثل:القطن والقطيفة والكتان والستان وأيضا هناك الأقمشة البراقة والمعتمة كما إن خياطة الستائر سهله ويمكن لربه المنزل من ابتكار أشكال جديد وبسيطة لستائر من صنعه واستخدام بقايا الأكسسوارة (احزمه قديمه ،عقد قديم،الريش،أغضان نباتات) في عمل مكملات لستائر لتصبح أكثر جاذبيه وجمال و أن العناية وتنظيف الستائر سهل جد 0  

مشكلة البحث:

تحدد مشكلة البحث قيما يلي : 

    هل يمكن استحداث ستائر حائطية  بالاستفادة من بواقي الأقمشة ؟

أهمية البحث:

1-  يسهم البحث في الاستفادة من بواقي الأقمشة لاستحداث ستائر حائطية في مجال الاقتصاد المنزلي.      

2-  يربط البحث بين مجال الاقتصاد المنزلي والمجتمع الخارجي من خلال استفادة محلات الستائر والديكور من تلك النماذج التى يمكن عرضها باسلوب جذاب لا يأخذ مساحة كبيرة فى واجهات المحلات 0

3-  يسهم في استفادة طالبات الميداني من  تلك النماذج للشرح عليها كيف نستفيد من فضلات الأقمشة  وللتعرف على أشكال الستائر وأنواع الأقمشة بما يفيد العملية التعليمية0

أهداف البحث:

 يهدف البحث إلى:

1-استحداث ستائر حائطية عبر الاستفادة من  بواقي الأقمشة  بقسم الاقتصاد المنزلي.

2-استفادة  طالبات التربية الميدانية  في عرض عينات مصغره للطالبات كوسيلة تعليمية0

3-استفادة محلات الديكور والستائر من عرض تلك النماذج عن أشكال الستائر وعن أنواع الأقمشة0

4-يصلح موضوع البحث كنواة مشروعات صغيرة يستفيد منه المجتمع لتوظيف فضلات الخامات كخامة الأقمشة 0

فروض البحث:

يفترض البحث مايلي:

1- استحداث ستائر حائطية بالاستفادة من بواقي الأقمشة  في مجال الاقتصاد المنزلي.

2-إمكانية تنفيذ  نماذج لستائر تستفيد منها طالبات التربية الميدانية , كما يمكن أن يستفاد منه محلات الستائر والديكور.

حدود البحث:

يقتصر البحث على:

1-يقتصر البحث على استخدام فضلات الأقمشة داخل مجال الاقتصاد المنزلي 0

2-يقتصر البحث على استخدام خامات أخر مثل(الخرز،المعادن،البلاستيك،000الخ)

3-يقتصر  البحث على عمل نماذج صغيرة من قبل الباحثة بهدف استحداث ستائر حائط بالاستفادة من بواقي الأقمشة المهملة والمستخرجة من مقررات الملابس حيث يكون لدينا مستهلك كثير يمكن توظيفه و الاستفادة منه.

منهجية البحث:  

يتبع البحث المنهج الوصفى التجريبي وذلك من خلال إطارين:                  

أولا الإطار النظري ويشتمل على:

1-تعريف الستائر وتناولها عبر التاريخ.0

2-التعريف باللون وخصائصه وصفاته ودلالاته النفسية0

3- تناول الطرز المختلفة للستائر وأنواعها ومكوناتها .

4-أنواع الأقمشة التي تصلح للستائر وكيفية تنفيذها وتنظيفها.

ثانياً: الإطار العملي:

1-  تنفيذ تطبيقات ذاتية للباحثة (عمل نماذج مجسماه لبعض أنواع الستائر المنفذة ببواقي الأقمشة ).

2-  تنفيذ استبيان لتحكيم أعضاء هيئة التدريس بعض التطبيقات الذاتية.

مصطلحات البحث:

تعريف الستر[3]:

(أ‌)    السَّتْرُ لُغَوياً:
    تُعرف بأنها" تَغْطِيَةُ الشَّيْءِ، وَسَتَرَ الشَّيْءَ يَسْتُرُهُ سَتْرًا أَيْ أَخْفَاهُ، وَتَسَتَّرَ أَيْ تَغَطَّى، وَفِي الْحَدِيثِ: ) إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ (، أَيْ مِنْ شَأْنِهِ وَإِرَادَتِهِ حُبُّ السَّتْرِ وَالصَّوْنِ لِعِبَادِهِ. وَيُقَال: رَجُلٌ مستُورٌ وَسِتِّيرٌ، أَيْ عَفِيفٌ."

(ب‌)      السُتر اصطلاحا:

    ستر المسلم هو تغطية عيوبه,  وعرفه ابن حجر رحمه الله عند شرح قوله صلى الله عليه وسلم: ) من ستر مسلما (  قائلا: «أي رآه على قبيح فلم يظهره أي للناس وليس في هذا ما يقتضي ترك الإنكار عليه فيما بينه وبينه ويحمل الأمر في جواز الشهادة عليه بذلك على ما إذا أنكر عليه ونصحه فلم ينته عن قبيح فعله ثم جاهر به كما أنه مأمور بأن يستتر إذا وقع منه شيء فلو توجه إلى الحاكم وأقر لم يمتنع ذلك والذي يظهر أن الستر محله في معصية قد انقضت والإنكار في معصية قد حصل التلبس بها فيجب الإنكار عليه وإلا رفعه إلى الحاكم وليس من الغيبة المحرمة بل من النصيحة الواجبة».

وعرفه النووي رحمه الله بأنه: «الستر على ذوي الهيئات ونحوهم ممن ليس هو معروفا بالأذى والفساد».

(ج) الستارة في اللغة[4]:

في معجم مقاييسُ اللّغة لأبي الحسين أحمد بن فارِس بن زكَرِيّا(-395) الجُزْءُ الثالث وردت (ستر) السين والتاء والراء كلمةٌ تدلُّ على الغِطاءِ. تقول: سترت الشيء ستراً. والسُّتْرَة: ما استترت به، كائناً ما كان.

   وكذلك السِّتَار؛ فأمَّا الأستار، وقولهم أستار الكعبة، فالأغلبُ أنه من السِّتْر، وكأنَّه أراد به ما تُستَر به الكعبة من لباسٍ- إلا أن قوماً زعموا أنْ ليس ذلك من اللِّباس، وإنما هو من العَدَد. قالوا: والعرب تسمِّي الأربعة الأستار ويحتجُّون بقول الأخطل: لعمرك إنَّني وابنَيْ جُعَيْلٍ وأُمَّهُمَا لأستار لئيمُ ويقول جرير: قُرِنَ الفرزدقُ والبَعيثُ وأمُّه وأبُو الفرزدق قُبِّحَ الإستارُ قالوا: فأستار الكعبة: جُدرانها وجوانبها، وهي أربعة، وهذا شيءٌ قد قيل، والله أعلم بصحته. وذكر «المعجم الوسيط» سترهُ سِتراً: أخفاه واستترَ: تغطى وتستّر: اختفى والسُتار ما يُستَر به والسّتارة جمع ستائر.

تعريف الابتكار[5] :

عملية إنشاء وتطوير واكتساب وتنفيذ المنتج الجديد، الخدمة الجديدة، العملية الجديدة بهدف تحسين الكفاءة والفاعلية والميزة التنافسية بما يضيف قيمة للمنظمة ولأصحاب المصلحة.

قماش[6]

 قطعة أثرية أو النسيج الذي أدلى به التلبيد أو الحياكة أو الألياف الطبيعية أو الاصطناعية، و "نسيج الستائر في ضوء وكان نصف شفاف"، "القماش المنسوج نشأت في بلاد ما بين النهرين حوالي 5000 قبل الميلاد"، "أنها تقاس المواد الانشطارية ما يكفي لفستان" fabric , textile , material

الدراسات المرتبطة:

1-           نعمه مصطفى رقبان،2007[7]:

تناولت من الدراسة أنواع من الستائر مثل:

1-ستائر قطعة واحدة0

2-ستائر من قطعتين0

    والتي يمكن وضع واحده منها أو اثنين معا على النافذة , كما تناولت أنواع أقمشة تلك الستائر التي من قطعة واحدة من القماش الشفاف ,و التي تعليق على زجاج الشباك - أما الستائر التي من قطعتين فقد تنفذ من قماش سميك أو رقيق كما يمكن أن تثنى أو تطوى على جنب،أو تنزل في استقامة في حالة عدم وجود الستائر الملفوفة،وقد تستخدم الستائر المكونة من قطعتين على الشبابيك ليستطيع الشخص التمتع بحريته في بيته أو لمنع الضوء0

      ويستفيد البحث الحالي من ذلك في اختيار أنواع الأقمشة التي تصلح لاستحداث ستائر حائطية في مجال الاقتصاد المنزلي, ويختلف البحث الحالي كونه ينفذ نماذج صغيرة للشرح عليها لا ينفذ ستائر بمساحات كبيرة حيث اقتصار البحث على استخدام بواقي الأقمشة والتي تكون صغيرة المساحة .

2-محمد يوسف عبد الرؤوف : صياغة مستحدثة للنظم التشكيلية في الستر الخشبية المملوكية [8]:

        فلقد ظهرت منها نماذج فى العصر الفاطمى والطولونى إلا أن العصر المملوكى يرجع إليه أجمل النماذج التى عثر عليها، ويرجع قيام هذه الصناعة فى مصر إلى الأقباط الذين كانوا يجيدونها، ولقد استخدم الخشب الخرط فى عمل المشربيات الخشبية التى استخدمت فى تغطية نوافذ المنازل، وفى الحواجز الخشبية التى تفصل بين أجزاء المبنى^.

ويمكننا تقسيم العصر المملوكى بالنسبة لصناعة الخشب إلى فترتين:" الأولى هى فترة ازدهار فن الحفر على الخشب، الذى استمر منذ بداية هذا العصر إلى النصف الأخير من القرن السابع الهجرى، حتى القرن التاسع الهجرى، حيث بدأت الفترة الثانية التى تعد فترة ازدهار بحق لهذا الفن"^([9]).

ومما سبق يتضح لنا أن التعدد فى طرق صناعة المشغولات الخشبية ، أدى إلى تفرعها إلى عدة تخصصات أو حرف فكان هناك المُطَعِم والمُرَصِع أو المرصاع والصدفجى والنقاش وما إلى ذلك، مما يفيد الدراسة الحالية فى التتبع التاريخى للستر وخاماتها وانواعها عبر العصور.

 وتختلف الدراسة الحالية معها كونها تعتمد على اختيار نمط و موديل و لون الستائر تتناسب و طراز الغرفة التي ستضع فيها الستارة هل هي رسمية أو بسيطة أو ناعمة أو فخمة أو شفافة... الخ و ألوانها و طبيعة استخدامها هل هي غرفة جلوس , غرفة نوم , غرفة أطفال...الخ

---

[1] http://kenanaonline.com

[2] http://www.albayan.ae                                              

[3] http://www.al-islam.com

[4] - أبي الحسين أحمد بن فارِس بن زكَرِيّا(395هـ):"-معجم مقاييسُ اللّغة " الجُزْءُ الثالث ص 459.

[5] http://www.mawhiba.org -

[6]. http://www.thefreedictionary.com

[7] أ.د/نعمة مصطفى رقبان،2007"تأثيث المسكن وتجميلة"،دار الحسين للطباعة والنشر،القاهره،ص 107

[8] - محمد يوسف عبد الرؤوف (1991):" صياغة مستحدثة للنظم التشكيلية في الستر الخشبية المملوكية "، رسالة ماجستير كلية ، التربية الفنية ، جامعة حلوان .

( [9]) نعمة إسماعيل علام : فنون الشرق الأوسط في العصور الإسلامية  ، دار المعارف ،  القاهرة ، 1992 ، الطبعة الخامسة ، ص 286 .