الثلاثاء، 19 فبراير 2013

التفكير الفني بالخامات وتأثيره النفسي على متلازمة داون


تولي المجتمعات اهتماما خاصا بذوي الاحتياجات الخاصة انطلاقا من مبدأ تكافؤ الفرص التربوية للجميع, وبما تسمح به قدراتهم واستعداداتهم .
وتطورت هذي الفرص وأصبحت تعرف بالتربية الخاصة للدلالة على النمط التربوي الخاص الذي يطبق على الأطفال غير العاديين بمن فيهم المعوقين والموهيين , وفي المملكة العربية السعودية تهتم المؤسسات الحكومية والخاصة بمثل هذه البرامج فهناك (مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهيين), وهناك مدارس التربية الفكرية , وجمعية النهضة النسائية الخيرية , ومعهد النور للمكفوفين وغيرها لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم ذوي متلازمة داون .
وتعد ظاهرة الإعاقة العقلية (Mental Retardatian) من الظواهر المألوفة على مر العصور ولا يكاد يخلو مجتمع ما منها , كما تعتبر الظاهرة موضوعا يجمع بين اهتمامات العديد من ميادين العلم والمعرفة , كعلوم النفس , والتربية والطب والاجتماع والقانون , حيث تعددت المجالات العلمية التي ساهمت في تفسير هذه الظاهرة وأثرها في المجتمع , مما أدى إلى تنوع تعريفاتها باختلاف هذه المجالات وقد أشار (Macmillan) إلى تركيز التعريفات الكلاسيكية على المنظور الطبي لأسباب الإعاقة , حيث ركز (Ireland) في عام 1900 على الأسباب المؤدية إلى إصابة المراكز العصبية والتي تحدث قبل أو أثناء أو بعد الولادة ,
(Macmillan,1977), وتركز التعريفات الطبية الحالية للإعاقة العقلية على وصف الحالة وأعراضها وأسبابها , وقد وجه لها انتقادات كثيرة لأنها لم تقدم وصفا للإعاقة العقلية بطريقة رقمية تعبر عن مستوى الذكاء , حيث ظهر التعريف السيكومتري,والذي جاء نتيجة للتطور الواضح في حركة القياس النفسي مع ظهور مقياس ستانفورد بينيه للذكاء (1916ـ1960) ومقياس وكسلر للذكاء(1949) ,وأعتمد التعريف السيكومتري على نسبة الذكاء (Quotient,IQ Intelligence) حيث أعتبر الأفراد الذين تقل نسبة ذكائهم بانحرافين معيارين عن متوسط الذكاء ,أو الذين تقل نسبة ذكائهم عن (70)  معوقين عقليا  على منحنى التوزيع الطبيعي للقدرة العقلية ,وأدت الانتقادات التي وجهت لحركة القياس العقلي ومدى صدق مقياس الذكاء خاصة مقاييس ستانفورد بينيه وكسلر ,وتأثرها بالعوامل العرقية والثقافية واللغوية والاجتماعية ,إلى ظهور التعريف الاجتماعي الذي يعتمد على المقاييس الاجتماعية التي تقيس مدى تفاعل الفرد مع المجتمع واستجابته للمتطلبات الاجتماعية , والذي نادت به (ميرسر) و (جنسن) ويركز التعريف الاجتماعي على مدى نجاح أو فشل الفرد في الاستجابة للمتطلبات الاجتماعية المتوقعة منه مقارنة مع نظرائه من نفس المجموعة العمرية , وتختلف هذه المتطلبات الاجتماعية تبعا لمتغير العمر ويعبر عنها بمفهوم التكيف الاجتماعي (Macmillan,1977) .
وعبر دراست الباحثة في مجال التربية بقسم الاقتصاد المنزلي الذي أتاح لي العديد من الخامات التي يمكن استخدامها في بعض الممارسات التشكيلية مع متلازمة داون والتعرف على تقنياتها وأساليبها التشكيلية وتتبع تفكيرها الفني بالخامات ومتابعة تأثيرها النفسي عليها .
وكما سبق ذكره فإن التربية الخاصة الموجهه إلى الأفراد ذوي الحاجات الخاصة تستند إلى مبدأ تكافؤ الفرص التربوية لجميع الأفراد , بما تسمح به قدراتهم واستعداداتهم . وان التربية حق من الحقوق الأساسية للجميع , وان الأطفال جميعا سواء أكانوا معاقين أم غير ذلك يمكنهم أن يتعلموا ولكن بطرق مختلفة , وبمعدلات ومستويات مختلفة .
وما تحاول التربية الخاصة تحقيقه يتمثل في تشكيل الجوانب السلوكية والشخصية والاجتماعية لدى ذوي الاحتياجات الخاصة  باستخدام الأساليب التربوية وأساليب تعديل السلوك .
حيث أن نسبة حدوث المشكلات السلوكية بين المعاقين عقليا ومنهم ذوي متلازمة داون تفوق نسبتها لدى العاديين , وأظهرت نتائج الدراسة التي قام بها كولير وآخرون أن السلوك العدواني كان أكثر تكرارا بين الأطفال المعاقين عقليا
وتعمل السلوكيات العدوانية كتحد يواجه معلمي الأطفال المتخلفين عقليا , كما أنها تعمل على إعاقة سير التعليم لديهم وتعتبر من أهم الأسباب التي تكمن وراء فشل المعاقين عقليا في التكيف الشخصي والاجتماعي ,وتحول دون دمجهم في المجتمع (Clark,1985) .
من هنا جاءت أهمية هذه المشكلة لتقييم فاعلية أسلوب علاجي يمكن استخدامه من قبل المعلمين وأولياء الأمور لخفض بعض السلوكيات العدوانية لدى الأطفال من ذوي متلازمة داون .

مشكلة البحث:
يبدي اطفال ذوي متلازمة داون أنواعا من السلوك غير التكيفي مثل :العدوان ، الفوضى ،إتلاف الممتلكات ،ومن الممكن تطبيق برنامج تعزيز السلوك للحد من هذه المشكلات ،ومن هذه البرامج التعزيز الرمزي الذي أثبتت بعض الدراسات نجاحه في الحد من المشكلات السلوكية من هنا جاء الشعور بمشكلة البحث والمتمثلة في محاولة الإجابة على السؤال التالي :
كيف يمكن الاستفادة التأثير النفسي على متلازمة دوان؟
أهداف البحث:
1/ التعرف على مدى فاعلية استخدام أسلوب التعزيز الرمزي في ضبط المشكلات السلوكية لذوي متلازمة داون .
2/ معرفة إن كان هناك فروض في المشكلات السلوكية على أساس بعض المتغيرات الشخصية (العمر ـ مستوى القراءة ـ مستوى الحاسب ـ مستوى لغة الإشارة )

                      مدخل إلى الدراسة
·      أولا : مشكلة الدراسة .
·      ثانيا : تساؤلات الدراسة .
·      ثالثا : أهداف الدراسة .
·      رابعا : أهمية الدراسة .
·      خامسا : مصطلحات الدراسة .
  
أولا: مشكلة الدراسة
كثيرا مايواجه المعلم في التربية الخاصة بعض المشكلات السلوكية داخل الصف ,وقد يجد صعوبة في مواجهة هذه المشكلات , ووضع حلول مناسبة لها , وقد يعمد إلى تجاهل إلى تجاهل هذه السلوكيات لعدم قدرته على مواجهتها خاصة إذا لم يؤثر هذا السلوك على مجرى النشاط في الصف وقد يلجأ إلى طرق تعديل السلوك المختلفة ومنها برنامج التعزيز الرمزي.
وقد عملة الباحثه تطبيق لمتلازمة داون ,وأحس ببعض السلوكيات غير التكيفيه التي قد تصل إلى حد الاعتداء الجسدي , من هناء جاء الشعور بهذه المشكلات السلوكية لهذه الفئة , والتفكير والسعي لمحاولة خفضها ,وذلك باقتراح برنامج للتعزيز الرمزي , وعلية فإن مشكلة الدراسة تتمثل في محاولة الإجابة على السؤال التالي :
ما مدى فاعلية برنامج التعزيز الرمزي في ضبط بعض المشكلات السلوكية لدى فئة متلازمة داون؟

ثانيا: تساؤلات الدراسة
تحاول الدراسة الحالية الإجابة على السؤال الرئيس التالي :
هل توجد فروق بين القياسين القبلي والبعدي في ضبط بعض المشكلات السلوكية لدى أفراد عينة الدراسة؟
ويتفرع من هذا التساؤل التساؤلات الفرعية التالية :
1ـ هل توجد فروق فردية في سلوك الثرثرة بين القياسين القبلي والبعدي لدى أفراد عينة الدراسة ؟
2ـ هل توجد فروق فردية في سلوك الصراخ بين القياسين القبلي والبعدي لدى أفراد عينة الدراسة ؟
3ـ هل توجد فروق فردية في سلوك التهديد بين القياسين القبلي والبعدي لدى أفراد عينة الدراسة ؟
4ـ هل توجد فروق فردية في سلوك الاستهزاء بين القياسين القبلي والبعدي لدى أفراد عينة الدراسة ؟
5ـ هل توجد فروق فردية في سلوك الضحك بدون سبب بين القياسين القبلي والبعدي لدى أفراد عينة الدراسة ؟
6ـ هل توجد فروق فردية في سلوك الارتماء على الأرض بين القياسين القبلي والبعدي لدى أفراد عينة الدراسة ؟
7ـ هل توجد فروق في المشكلات السلوكية على أساس المتغيرات الشخصية (العمر , مستوى القراءة , مستوى الحاسب , لغة الإشارة )؟
ثالثا: أهداف الدراسة
تهدف هذه الدراسة إلى :
1ـ التعرف على مدى فاعلية استخدام أسلوب التعزيز الرمزي في ضبط المشكلات السلوكية لذوي متلازمة داون في الرياض .
2ـ معرفة الفروق إن كان هناك فروق في المشكلات السلوكية على أساس بعض المتغيرات الشخصية (العمر , مستوى القراءة , مستوى الحاسب , لغة الإشارة )
رابعا: أهمية الدراسة
تنبع أهمية هذه الدراسة مما يلي :
ـ الأهمية النظرية :
1ـ أنها تقيم فاعلية التعزيز الرمزي لضبط المشكلات السلوكية لدى فئة متلازمة داون .
2ـ قد تضيف هذه الدراسة نتائج أخرى جديدة حول فاعلية استخدام أسلوب التعزيز الرمزي لدى فئة متلازمة داون إلى التراكم المعرفي السائد حول هذا الموضوع , واطلاع المعلمين والمعلمات في هذا الميدان على مثل هذه الأساليب.
ـ الأهمية التطبيقية (العملية):
1ـ أن هذه الدراسة ترتكز على أسلوب التعزيز الرمزي وهو من الأساليب المعروفة في ضبط المشكلات السلوكية لذوي الفئات الخاصة .
2ـ قد تقدم هذه الدراسة توصيات حول دور التعزيز الرمزي في خفض المشكلات السلوكية لدى ذوي متلازمة داون .

خامسا: مصطلحات الدراسة :
1ـ متلازمة داون (Down syndrome)
ـ التعريف الاصطلاحي : هي مجموعة من الصفات تعود إلى اضطربات الكروموسوم  (21) بحيث يحتوي هذا الكروموسوم على ثلاثة كروموسومات بدل أثنين , وبهذا يصبح عدد الكروموسومات لدى الجنين في حالة متلازمة داون (47)  كروموسوما بدل (46) كما هو الحال في الأجنة العادية , ويتميز أطفال ذوي متلازمة داون بالمرونة في المفاصل والعمود الفقري والتأخر الحركي والتأخر في اكتساب الاستجابة والنقص الحسي .
ـ التعريف الإجرائي : هم الأطفال الملتحقين بمراكز ذوي الاحتياجات الخاصة للرعاية النهارية في المملكة العربية السعودية , التي تنص على شروط القبول فيها على أن يكون الطفل من ذوي متلازمة داون . 
ـ فاعلية المعنى الاصطلاحي : هي القدرة على عمل شي أو إحداث تغيير (يوسف,1993م)
ـ المعنى الإجرائي : يقصد بها في هذي الدراسة أثر برنامج التعزيز الرمزي وقدرته على إحداث تعديل في سلوك أفراد عينة الدراسة من ذوي متلازمة داون في السلوكيات غير التكيفيه إما بخفضها أو الحد منها .
2ـ المشكلات السلوكية :
ـ التعريف الاصطلاحي:هي عبارة عن صعوبات جسمية أو نفسية اجتماعية تواجه بعض الأطفال بشكل متكرر , ولا يمكنهم التغلب عليها بأنفسهم إلا بإرشادات وتوجيهات والديهم ومعلميهم فيسوء توافقهم ويعاق نموهم النفسي أو الاجتماعي أو الجسمي فيسلكوا سلوكا غير مقبول اجتماعيا , مما يضعف ثقتهم بأنفسهم وتقل فاعليتهم وقابليتهم للتعلم .
ـ التعريف الإجرائي :  هي المشكلات الأكثر شيوعا وتكرارا عند الأطفال من ذوي متلازمة داون (الثرثرة , الصراخ بدون سبب ,التهديد للآخرين , الاستهزاء , الضحك بدون سبب , الارتماء على الأرض ) والتي يتم ملاحظتها من قبل المعلمين والمشرفين في دور الرعاية الاجتماعية ويمكن الحكم على سلوك ما بأنه مشكلة في حال تحقيقه لدرجات عالية من التكرار والاستمرار مما يتطلب مواجهته ومحاولة السيطرة علية قبل استفحاله , ويقصد بضبطها الحد منها أو التقليل من حدوثها إلى أدنى درجة ممكنة من خلال تطبيق برنامج التعزيز الرمزي .

3ـ التعزيز الرمزي (Token Reinforcement) :
ـ التعريف الاصطلاحي : هو نوع من المعززات الإيجابية التي أثبتت فعاليتها في عملية تعديل السلوك , وتسمى المعززات الإيجابية التي أثبتت فعاليتها في عملية تعديل السلوك , وتسمى المعززات الرمزية بالمعززات القابلة للاستبدال , وهي عبارة عن أشياء مادية يحصل عليها الفرد عند تأديته للسلوك المقبول المراد تقويته ويستبدلها فيما بعد بمعززات عديدة ومتنوعة (Suzler _Azorofp&Mayer,1977 ) .
ـ التعريف الإجرائي : هي البطاقة التي يحصل عليها الطفل ذوي متلازمة داون عن مايظهر تحسنا في سلوكه , ويتم استبدال هذه النجوم من المعلمين المشرفين على برنامج التعزيز الرمزي بمعززات داعمة مادية مثل : قطعة الشوكولاته ـ علكة ـ علبة عصير ـ قلم رصاص ـ علبة ألوان ـ دفتر رسم .



هناك تعليق واحد: