الثلاثاء، 19 فبراير 2013

نظم العلاقات الخطية في الطبيعة والإفادة منها في مجال التصوير التشكيلي


تمهيد:                                                  
 تعتبر الطبيعة بمظاهرها المختلفة المصدر الأساسي للإلهام عند جميع الفنانين التشكيليين مهما اختلفت المذاهب التشكيلية أو الأساليب الفنية لهؤلاء الفنانين بل إن الطبيعة تعد المرجع والمحك الذي يعتمد عليه الفنان في أحكام عمله التشكيلي من حيث استخلاص الشكل وتحقيق أسس بنائيات العمل الفني بما يتضمنه من قيم جماليه فنيه وبالرغم من الطبيعة واحده في مظهرها المرئي ، ألا إن رؤية الفنانين لها تكون مختلفة الأمر الذي أدى إلى التباين الشديد بينهم في تناولهم لتلك المظاهر حيث أن لكل فنان رؤيته الخاصة في تناوله لعناصر الطبيعة المختلفة.
"فالفن ليس هو الطبيعة وإنما هو طبيعة معدله بفعل اندماجها في علاقات جديدة تولد بمقتضاها استجابة انفعاليه جديدة "[1]إذا أن مايعتمد عليه الفنان من نظم تشكيليه مختلفة في بناء العملية الفني هانما يرجع إلى ماتزخر به الطبيعة من نظم متباينة ومتنوعة تنوعا لانهائيا .
ويسعى الفنان دائما إلى محاوله اكتشاف مكونات الطبيعة التي يتعامل معها بصريا ، بهدف توظيف مكوناتها في بناء وتشكيل الأعمال الفنية برؤيته الخاصة والفنان مهما كانت قدرته البشرية على درجه عاليه من الاكتشاف والتعرف على تلك المكونات ،فان تلك القدرات تعتبر قاصرة ومحدودة تماما بالقياس إلى ماتزخر به الطبيعة من عناصر شديدة التباين.

[2]فلم يقتصر اعتماد الفنان على حواسه الخاصة في أدراك واكتشاف القيم الجمالية ، والفنية ،والتشكيلية لعناصر الطبيعةالمختلفة ،بل سعى جاهدا لتوظيف تكنولوجيا العصر ومنجزاتالعلم الحديث ،فيما يتعلق باستخدام العدسات المكبرة و "الميكروسكوب" و "التلسكوب"وغيرها ...بهدف تحقيق رؤى جديدة لم تكن له القدرة على معرفتها باستخدام قدراته الادراكيه الخاصة .
حيث "استطاع أن يسجل الصور تحت قاع البحر و من فوق القمر و من سفن الفضاء ، و الكاميرات الدقيقةأصبحت تسجيل حقائق عن الطبيعة فوق مستوى قدرة حواس الإنسان على إدراكها ، حتى أشعة اكس اخترقت الظاهر لتكتشف عن الباطن ولذلك أصبح لرؤية الطبيعة ودراستها عدة أدوات وسعت مجال الإدراك ، وكشفت عن بعض الكائنات غير المنظورة التي لا ترى أصلا بالعين المجردة " .
ولقد كان لاستخدام الإنسان لمنجزات العلم والتكنولوجيا في الكشف عن خبايا الكون اثر واضح في تغير النظرةالتقليدية للمظاهر الثابتة في الطبيعةالمرئية وغير المرئية بحيث أدىإلى زيادة ذلك التنوع الهائل في عناصر الطبيعة ، مما يترتب عليه أيضا وجود التعدد اللانهائي في قيمتها الفنيةوالجمالية .
وأصبحت مهمة الفنان أنيهيئ نفسه ليكون قادرا على الفحص والكشف والتدقيق والتمعن في كل ما يقع عليه بصره من مرئيات ، سواء أكان ذلك بالتعامل البصري المباشر بالعين المجردةأم باستخدام الوسائل العلميةالحديثة ، فمنهم من يعتمد في بناء تشكيلاته الفنيةعلى المسطحات ومنهم من يعتمد على توظيف الأشكال ذات الإبعادالثلاثية ، ومنهم من يتعمق في اكتشاف القيم الخطية بتنويعاتها الشديدة ليستقي منها مل يمكن توظيفه في أعمالهالفنية .
ولعل عنصر الخط من ابرز تلك العناصر وأقربهاإلىطبيعة بناء وتشكيل لعمل فني .
الطبيعة منبع للرؤية الفنية:[3]
كان للطبيعة بما تحويه من أسرار وكنوز لا حصر لها دورا هاما كمنبع للرؤية الفنية وقد استمر هذا على مدار العصور العديدة واختلف هذا الدور من عصر إلى أخر ، حيث أستطاع الفنان في كل عصر أن يترجم الطبيعة برئيه تختلف عن العصر الذي سبقه فتمكن من أن يترجمها بإشكال عده اتفقت مع فلسفه عصره حيث كان تناولت لها من خلال تأملها والبحث في مكنوناتها  بهدف استنتاج نظريات أو استكشاف أسس بنائيه لعناصرها بشكل عام وأسرارها بشكل خاص ،وهذا ما أكد على انه"ليست الطبيعة غاية في حد ذاتها وإنما هي وسيله مساعده في عمليه الكشف الجديد والطبيعة توحي بالإلهام الذي يرتبط بشخصيه الفنان وبطرازه الخاص قد أفاده بان الابتكار يمكن أن يتم دون أن يعتمد أطلاقا على الطبيعة ونسو أصحاب هذه النظرية إن الإنسان ماهو إلا جزء من الطبيعة"
وان كان للطبيعة دورا هاما في الفن بل وفي فكر وفلسفات الفنان نفسه فهي في مجال الأشغال الفنية أيضا لاتقل أهميه لكونها نبع لا ينضب من الخامات ، تلك التي أهدتها الطبيعة للفنان ، فالخامات الطبيعة على اختلاف أنواعها كانت دافعا للابتكار ، وهذا هو سبب واضح لتنوع الإنتاج الفني حيث التفاعل المستمر بين الفنان ورؤيته وتناوله لمفردات الطبيعة لما يتوافر بها من نظم بنائيه لتلك المفردات والعلاقات التي تجمعها معا في معين واحد وهو البيئة ذاتها
"لذلك كانت الطبيعة هي المصدر الأول لعناصر أسس التصميم الجمالي وهي حافز أساسي للفكر الجمالي وإبداع الحلول التشكيلية "
والطبيعة ماهي إلاجزء من البيئة التي يربط بها الفنان ذاته حيث تعني الكثير والكثير له فهي كل مايحيط به ويؤثر فيه ويتأثر به أيضا"فالفنان في حاجه إلى تأمل الخامات البيئية ودراسة نظامها والكشف عن إيقاعات جديدة والاهتداء إلى علاقات جماليه لم تكن في الحسبان فكان ولا يزال يتأملها ويتفاعل معها فيتعرف عليها أكثر وأكثر ليجد على سطحها وفي باطنها أيضا الجديد والجديد.
فمعايشه البيئة لها تأثير قوي وفعال على سلوك الإنسان يشكل عام وكذلك على انفعالاته وأحاسيس بل ومشاعره أيضا وهذا مايؤثر بالفعل على يامله للطبيعة ذاتها باعتبارها احد أهم منابع الرؤية الفنية ،فالإنسان منذ الخليقة هو الوحيد الذي يستطيع أن يغير فيها بل ويسخرها أيضا من اجل أن يستفاد منها اكبر أفاده ،فيرى ابن خلدون
"أن البيئة مكان تتوفر فيه أمكانيه معينه والإنسان وحده هو المهيأ للاستفادة من هذه الإمكانات وأحداث التغيرات البشرية فيها بحسب تقتضيه ظروفه في المعاش والعمر البشري"
فالطبيعة على الرغم من اختلاف شكل بيئتها (ساحليه ،صحراويه ، زراعيه ..الخ) وبكل ما تحتويه من عناصر هي مسخره لخدمه الإنسان فهي له بمثابة الحياة ويد الفنان دائما يسعى لاستكشاف كل ماهو غير تقليدي في البيئة فيتناول عناصرها الطبيعة سوا ساحليه أو صحراويه أو حتى نباتيه من آن ليكتشف  مخلوطة بمشاعره الخاصة سواء تجاه الطبيعة واستغلال جمالياتها أو من خلال تعبيرا ما يحمله لعمله الفني يستطيع المشاهد قراءته وتحسسه منذ الوهلة الأولى .ويؤكد "هربرت ريد" على أن الطبيعة هي المرجع الأساس للفن
"فهي المحك لإبداع الأعمال الفنية والطبيعة بإشكالها المتعددة تمثلت في أعمال الفنانين بعد أن أحسوا بها ووقفوا على قوانينها بالغريزة".
والطبيعة على اختلاف شكلها من مكان إلى آخر ومن بيئة إلى أخرى إلا أنها كانت ولا زالت تجذب الفنان وتستثير أحاسيسه بل وفكره أيضا وكأنها هي التي تدفعه لتأملها
"فالطبيعة تزخر بالعديد والعديد من المثيرات الفكرية والحسيه والتجريبية سواء ماظهر منها وما بطن ، والتي هيأت  للفنان مجالا خاصبا تتوافر فيه شتى المفاهيم والقيم التشكيلية والعناصر الزخرفية التي تثير مدركاته البصرية والوجدانية والفنية".
وفي الواقع لو نظرنا إلى مكونات الطبيعة لوجدنا فيها الكثير والكثير من المفردات سواء كانت من الكائنات الحية مثل النباتات والحيوانات والطيور والأشجار والأصداف  وغيرها، وللمفردات الأخرى مثل الصخور والأحجار والجبال والأشجار والفواكه......الخ) من حيث الأشكال والألوان.
صور طيور روعة
شكل( 1) بطة يتضح فيها تناغم لونى وخطوط مختلفة المسارات.
شكل( 2) يوضح هذا الشكل أنواع الخطوط والتناغم اللوني .
http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQUU9lWPAhojA1Yh1BRmCk7G3RCPQbHEKqOKC2iIsr00nW1it3O
شكل (3) يوضح هذا الشكل الإبداع الخلقي موضح نوع الخطوط وحجم هذا الشجر .
صور الاحجار الكريمه ومعلومات عنها
شكل (4) يوضح هذا الشكل نوع من أنواع الأحجار موضح التناغم اللوني وأنواع الخطوط .
وكل هذه العناصر تترابط معا لتؤثر في نشاه الفنان والإنسان بل وتؤثر على سلوكه وأسلوبه وأيضا فكره ومذهبه الفني الذي قد ينتهجه والذي يتشكل من خلال أسلوب تناوله ورؤيته المتفحصة للطبيعة ،حيث يؤكد محمود البسيوني على أن
"الطبيعة بحد ذاتها ليست مطهرا وإنما نظاما متكاملا ، فالفنان الجاد هو الذي ينكشف له هذا النظام".
ويتأكد دور الفنان الواعي قي أعاده تنظيم مفردات وعناصر الطبيعة وفقا لأسلوب آو النمط الذي يعبر عن الفنان ذاته ويميزه عن غيره ممن تناولوا تلك العناصر والمفردات من قبل معبرا عن قيما تعبيريه وتشكيليه تميزه وتجسد أفكاره وأحاسيسه تجاه الطبيعة مكتشفا عن نسق ونظام من خلال تكوينات معبره مستفيدا منها من مكونات وعناصر الطبيعة وخاماتها أيضا.
ويؤكد المختصون في مجال التعبير الفني على أن الفنان يمر بعمليتين لاستلهام الطبيعة منذ رؤيتها وتأملها وحتى تناولها بشكل أو بآخر ،بهدف أنتاج عملا فنيا مستلهما منها ،والمرحلتين هما "الأولى :داخليه  متصلة بقدراته الادراكيه بما فيها من ثقافة ومزاج وقدرات فسيولوجية وبيولوجيه والثانية : عمليه خارجية تتمثل في علاقته بالطبيعة حيث تعتمد على عمليه استلهام نظري وبصري ، وكيفيه رؤية الطبيعة  واستخلاص النظم الهندسية وغيرها التي تحقق الإيقاع والوحدة  والاتزان والتنوع في الطبيعة"


الطبيعة كمصدر استلهام الفنان:
تعلّمت جوليا هذا الفن بصورة ذاتية بحتة دون مساعدةشكل (1) صوره ذاتيه من الفنانة جوليا "الرسم بالحرارة"
http://www.e-msjed.com/msjed/site/topicuploads/117201152233A2.jpgشكل (2) يوضح العلاقات الخطية الموجودة في بيت العنكبوت .
http://n4hr.com/up/uploads/5f5346c49b.jpgشكل (3) يوضح القيم الخطيه المختلفه في ريش طائر الببغاء.
تعد الطبيعة هي المنبع الأول منذ القدم للبحث عن جماليات الشكل ،سواء كان هذا الشكل هو كيان لخامة بعينها ،أو هو ذات شكل ما في مرحله من مراحل وجود تلك الخامة ،أو حتى أن كان الشكل لبيئته كاملة حمل في جنباتها الكثير من المثيرات التشكيلية والحسيه والتعبيرية .
"أن العمل الفني يتجرد أصلا من استقصاء الواقع وروح الطبيعة يكون ناقصا ومهوشا لأنه لايستمد صفاته الجمالية من مصادرها التي تفرض نفسها .....أن أي خبره فنيه تستند حتما إلى قيم مستوحاة من العناصر الطبيعة".
فالطبيعة كانت ولا زالت مصدرا من مصادر استثارة المشاهد لها .كما تعد مصادر رئيسيه لإلهام الفنان ، حيث احتوائها على النظم البنائية والتشكيلية لاحصر لها ، ومن هذا المنطق تسعى الدراسة لاستخلاص بعضا من تلك النظم لمعرفة جوهر بنائها ، ولتختبر منها المداخل المناسبة للإفادة من مفردات الطبيعة ألتشكيليه حيث تقوم بتوظيفها مستفيدة من هيأتها وكذلك نظم بنائها وتشكيلها .
وحينما يكون تعامل الفنان مع الطبيعة يهدف إلى البحث عن قوانين البناء العام للشكل الطبيعي ، واكتشاف النظم الجمالية الموجودة بكل جنباتها فهذا بدوره يؤدي إلى تنمية الرؤية البصرية لديه وتدريبها على الرؤية الواعية من خلال دراسة العناصر والاستلهام منها دون نقلها أو أعادة تصويرها ، فهذا يؤدي أدراك قوانين الطبيعة وبالتالي يساعد الفنان في تنظيم إشكاله وأدراك التنويعات الانهائيه الموجودة في مفرداتها سواء في الهيئة والشكل أو في تنوع الخطوط أو الألوان التي لا حدود لها بالاضافه إلى نظم الإيقاع اللا نهائي الواضح في علاقة مفردات الطبيعة ببعضها البعض أو حتى في اتساق الأجزاء المكونة للعنصر الواحد ، الشكل هنا هو ما يؤكد على القيمة وهو ما يحمل العمل الفني بكل من القيمة التشكيلية من خلال تناول الخامة بأسلوب ما ، وتحميلها بخبرات إنسانيه وجماليه ذات المضمون التعبيري ليكون لها معنى ، وهذا ما يميز عملا عن آخر .
"فالعمل الفني هو الذي يكون جيدا أو رديئا من الوجهة الجمالية ، فعندما نعزو إليه قيمة (بمعنى ما)فلابد لنا أن نتحدث عن المادة والشكل بالإضافة للتعبير ، ذلك لان المضمون التعبيري لايكون ذا قيمه  لان الشكل ينظمه ويهذبه ، فلو كان الشكل مضطربا لما كان مجرد التعبير عن صور وانفعالات وأفكار امرأ يثير واهتمامنا بل كان العكس هو الصحيح ".
وهذا وإن دل إنما يدل على أهمية النظام في العمل الفني فالفنان الواعي يتأمل النظام ويتابعه مستلهما جماليته من خلال رؤيته للطبيعة ومفرداتها التشكيلية ، وكيفية تناولها واستيعابها ، واختلاف أسلوب هذا التناول أنما هو  مايعطي الفرصة لوجود الاختلافات الواضحة من أسلوب تناولها من عصر إلى عصر أخر ، بل من فنان إلى فنان آخر حتى لو كان الاثنين من نفس العصر الواحد ، وتناول الطبيعة في فترة ماإرتبطت بالمحاكاة فالفنان الذي استطاع أن ينقلها كما هي قد تميز عن غيره الذي لم يستطع ذلك فقد أكد البعض"إن أعظم تصوير هو الأقرب شبها إلى الشيء المصور ".
وقد ساد أسلوب  تناول الطبيعة من خلال هذه النظرية وقت طويلا حيى انه يذكر "خلال تاريخ التصوير بذلت جهود كبيره لاستحداث أساليب تزيد من وقت  التشابه مع الواقع "، ومع تطور الحادث في نظريات علم الجمال وفلسفته كان هناك من رفض وناهض بشده تناول الطبيعة من خلال النقل والمحاكاة بل أن تناولها لابد أن يكون من خلال الجوهر ، فيذكر إن "أرسطو" أول من وجهه النظر نحو مفهوم الجوهر وأهميته في العملية الجمالية وتذوقها في الفن "بهذه النظرية خطا أرسطو خطوه جبارة نحو إيضاح طبيعة الفن الجميل ،فعلينا ألا نطلب من الفن أن يكون ترديدا حرفيا"
وقد اهتم الفنانون في الاونه الاخيره بحقيقة وجوهر الطبيعة من خلال نظريات حديثه تناولت النظم النباتية للطبيعة وعناصرها مستغلين مداخل التجريب العديدة التي تبرز جماليات الطبيعة ومفرداتها وأكد على جماليات الفن كتجربة إنسانيه وتعبيريه وليست كعمليه إليه للنقل والمحاكاة ،مما أعطى فرصه للفنانين وخاصة في المجالات الفنية التطبيقية كمجال الأشغال الفنية لتناول الطبيعة من خلال أدق تفاصيلها وإبراز جوهرها وجمالياتها الواضحة في مفرداتها التشكيلية المستجدة في الخامات الطبيعة اللانهائية في مصادرها أو هيئاتها وأشكالها ، حيث تنطلق فكره هذه الدراسة من خلال تناول وتوظيف تلك الخامات الموجودة في البيئة سواء كانت هذه الخامات على هيئاتها الاوليه وأشكالها المتميزة بالطبيعة أو من خلال التدخل بشكل أو بأخر لإبراز تلك الجماليات مع الشكل لتعرضها الدراسة في هيئه مستحدثه باستخدام الأساليب المناسبة من خلال الافاده من الأسس البنائية والجمالية والتشكيلية للخامة وصولا إلى صياغات تشيليه مبتكره لمكملات الزينة.
مشكله البحث:
من التقديم السابق يتضح أنه لا ملجأ للفنان إلا الطبيعة حيث هي المنبع والمصدر الأساسي الذي يرجع إليه حينما يبادره التفكير في الإبداع الفني .
وقد لاحظت الباحثة أن كثيرا من الدارسين  في قسم الاقتصاد المنزلي يغفلون هذه الحقيقة، إذ أنهم يتعاملون مع معطيات الطبيعية تعاملا سطحيا، مما يجعلهم يقصرون هذا التعامل من الوجه الفنية على إطار ضيق محدود، الأمر الذي ينعكس على أعمالهم الفنية بالضعف والقصور وخاصة في مجال الرسمفي التصميمات الخاصة بأسس الفن أو الملابس والتطريز , والمؤتمرات الخاصة بالطالب والطالبةفي المملكة العربية السعودية ضمن فعاليات النهوض بمستوى الفكري ونشاط داخل الجامعة والمملكة، وما يتطلبه ذلك المجال من توظيفات للقيم الخطية التي تزخر بها الطبيعة فهم ينقصهم التدريب على كيفية رؤية الطبيعة رؤية متأنية فاحصة ومتعمقة للكشف عما بظاهرها وباطنها من قيم خطية لا نهائية ليتمكنوا من توظيفها في أعمالهم الفنية إضافة إلى أن هؤلاء الطلاب يقتصرون تعاملهم مع الطبيعة على استخدام أعينهم المجردة في الكشف عما يريدون متجاهلين الاستفادة من الإمكانات العلمية الحديثة كالعدسات المكبرة والمصغرة و" التليسكوب " و"الميكروسكوب " وأشعة "أكس " وغيرها0
ولذالك فان مشكلة هذا البحث تتحدد في التساؤل الآتي :
-       هل يمكن الكشف عن علاقات خطية في الطبيعة بما يفيد إثراء القيم التشكيلية في مجال التشكيل الفني؟
فرض البحث :
يمكن الكشف عن علاقات خطيه في الطبيعة بما يفيد في إثراء القيم التشكيليةفي مجال التشكيل الفني .
هدف  ا لبحث:
1-الكشف عن علاقات خطيه في الطبيعة الظاهر منها والباطن0
2-توظيف تلك العلاقات الخطية في إثراء القيم التشكيلية في مجال التشكيل الفني .
أهمية ا لبحث:
1-لما كان هذا البحث يهدف إلي محاولة الكشف عن علاقات خطية جديدة في الطبيعة ،فان ذالك يعتبر فتحا جديد لمجالاتالرؤية والإدراك عند المهتمين بدراسة الفنون بوجه عام،
والرسم التشكيلي بوجه خاص.
2-إن توظيف تلك العلاقات الخطية في عمل تكوينات فنية حديثة في مجال الرسوم  بقسم الاقتصاد المنزليإنما يترتب عليه إيجاد مداخل ومنطلقات تفيد في إثراء القيم التشكيلية.
3- توظيف العلاقات الخطية في الطبيعة برؤية جديدة بعيدا عن التقيد بمظهرها المرئي العارض فان ذلك يسهم في إعداد دراسي الفن بوجه عام ,ومعلم التربية الفنية بوجه خاص ,حيث يمهد الطريق أمامهم لتوظيف الخط في مجال الرسوم بما يفيد المقررات بقسم الاقتصاد المنزلي بشكل حديث ومبتكر.
4-يفتح هذا البحث الإمكانية لاستخدام منجزات العلم  و التكنولوجيا في الكشف عن الكثير من القيم والعلاقات الخطية في الطبيعة والتي يصعب على العين المجردة إدراكها , ويوجد في معامل الأحياء والكيمياء كثير من تلك الأجهزة والتي يمكن للطالبة الاستفادة منها في لتوظيف الخط في مجال الرسوم بما يفيد المقررات بقسم الاقتصاد المنزلي.
حدود  البحث:
1-اهتمت هذه الدراسة بالكشف عن علاقات خطية جديدة في الطبيعة سواء كان ذالك يتم بالعين المجردة أو استخدام منجزات العلم الحديث.
2-تم التعرف على تلك العلاقات الخطية في عناصر الطبيعية المختلفة كالنباتات,والحيوانات,والأسماك,والصخور,والرمال ,والمياه وغيرها.
3- لم يقتصر تحديد العلاقات الخطية على أنواع معينه منها بل اتسع الأمر إلى الكشف عن نوعيات متعددة ومتباينة.
4-قامتالباحثة بإنتاج أعمال فنيه في مجال الرسوم الحديثة استند أساسا في إنتاجها إلى توظيف ما تم التعرف عليه من علاقات خطيه في الطبيعية.
5-استخدمت الباحثةألوان قد أعدتها  بالتسخين من ( الصابون السائل- ألوان الجواش – الملح) على أسطحمختلفة (الكرتون المضلع- ورق كانسون- قماش.....).

منهج البحث:
اتبع هذا البحث كل من المنهج الوصفي والتحليلي والتجريبي وفقآ الخطوات:
أولا:الإطار النظري:
1-قامت الباحثة  بعمل دراسات حول مفهوم الطبيعة و ما تتضمنه من عناصر مختلفة من حيوان وجماد و نبات وغير ذلك.
2-حاولتالباحثة التركيز على إظهار ما تتضمنه تلك العناصر من علاقات خطيه متباينة سواء الظاهرة منها أو الباطنية.
3-اختارت الباحثةما رأته مناسبا من تلك العلاقات الخطية والتي يتم التعرف عليها و اكتشافها في الطبيعة بهدف التأكيد على قيمها الفنية والجمالية لمحاولة البحث في إمكانية توظيفها  توظيفا  فنيا في مجال التصوير التشكيلي.
4-عرضتالباحثة مختارات من أعمال الفنانين تتعلق بتوظيفهم للعلاقات الخطية في الطبيعة وكيفية تحقيقهم لمعالجاتها.
ثانيا:الإطار العملي:
1 -قامتالباحثة بإنتاج مجموعة من الأعمال الفنية في مجال الرسوم الحديثة والتي تعتمد في بنائها التشكيلي على توظيف العلاقات الخطية .
2-قامت الباحثة بتوظيف تلك العلاقات الخطية في مجال الرسوم التجريدية والتشخيصية بما يتفق و طبيعة الموضوعات التعبيرية المراد تشكيلها فنيا.
3-ركزت الباحثة عند إنتاجها الفني على توظيف الخط المنفرد القائم بذاته بصفة أساسية وقد يحتاج الأمر توظيف بعض الأشكال الأخرى الغير خطية وفقآ لمتطلبات تلك التكوينات.
4- قامتالباحثة  باختيار الأسطح المناسبة التي استخدمتها في تلك الرسوم وكذلك حددتمارأته مناسبا من الأدوات والخامات التي وجدت فيها صلاحية الاستخدام بما يتفق وأهداف البحث وخاصة غير التقليدية منها.
5-استخلصتالباحثة  أهم النتائج في ضوء أهداف البحث وفروضه وكذلك قدمت مارأته مناسبا من توصيات تتعلق بهذه الدراسة وتكون امتدادا لها.










الدراسات المرتبطة:
1-     دراسة أحمد رفعت سليمان :" استخلاص وتوظيف المعطيات التشكيلية الخامات النباتات الطبيعية للاستفادة منها في تصميم اللوحة الزخرفيه"[4]:
وتتناول هذه الدراسة جماليات النبات كخامة طبيعية باعتبار أنها أحد مصادر القيم الجمالية بما تحتويه من معطيات تشكيلية إلى جانب دراسة خصائص ونظم بناء النبات مع التركيز على القيم الملموسة واللونية و الخطية الموجودة في مكونات النباتات, وقد تعرضت تلك الدراسة إلى تناول بعض جوانب العنصر الخطى في النباتات الطبيعية بشكل يرتبط بما يمكن توظيفه مع غيره من العناصر الأخرى في تصميم اللوحة الزخرفية بينما تركز الدراسة الحالية بصفة أساسية على اكتشاف القيم و العلاقات الخطية  ليس في النبات فحسب و لكن الطبيعة بوجه عام .
2-دراسة حسيني على"النظام الهندسي لعنصر النباتات تحت الرؤية ألمجهريه كمصدر لإثراء التصميمات الزخرفيه"[5]:
و تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على الأسس البنائية لمكونات النباتات من خلال الرؤية المجهرية و استخلاص مجموعة من النظم الهندسية وتهتم تلك الدراسة بمحاولة الاستفادة من توظيف منجزات العلم الحديث في توسيع مجال الرؤية حول النظام الهندسي الذي يحكم طبيعة بعض الأشكال النباتية و ذلك من خلال توظيف الرؤية المجهرية و لعل ذلك هو وجه الارتباط الوحيد بين تلك الدراسة والدراسة الحالية والذي يتركز في الاستفادة من منجزات العلم الحديث في توسيع الرؤية لمكونات الطبيعة.
3-دراسة سعد العبد"التأمل الصوفي لإثراء الجوانب الإبداعية في فن الرسم"[6]:
ويتناول الباحث في تلك الدراسة تأمل الطبيعة وتم ذلك من خلال ترجمة الفنان لتركيبات الطبيعة ذات الأنسجة و التراكيب التي تمثل في مجموعها الاستطراد النامي والانبثقات الحية لتوالد الطبيعة و الحياة ترتبط هذه الدراسة  بالبحث الحالي في كونهما يهتمان بتأمل مظاهر الطبيعية المختلفة أما البحث الحالي فينفرد بالتركيز على محاولة كشف القيم والعلاقات الخطية في الطبيعية من خلال ذلك التأمل ثم محاولة توظيف ما يكشف منه في مجال التصوير التشكيلي.
4-دراسة فكرى محمد عكاشة النبات في التصوير وتدريسه[7] :
حيث يتناول الباحث في دراسة النبات في التصوير ويوضح أن رؤية الفنان في العصر الحديث تختلف عن نظرة الفنان الأكاديمي فهي نظرة متعمقة وفاحصة تكشف عن نظم جديدة لم يكن استطاعة الفنان رؤيتها من قبل,  فالفنان يبحث عن قوانين لها صفة الاستمرار والدوام يتحدد وجه  الارتباط بين تلك الدراسة و الدراسة الحالية في كونهما يتخذان من الطبيعة مصدرا أساسيا لاستلهام الأعمال الفنية و تتباين الدراستان في كون الأولى منهما تهتم بتوظيف النبات في مجال التصوير بينما ترمى الدراسة الحالية إلى توظيف القيم و العلاقات الخطية في الطبيعة في مجال التصوير التشكيلي.
5-دراسة محيى الدين طرابية"القيم الخطية في رسم القرن العشرين وتصويره وامكانيه الافاده منها في إعداد معلم التربية الفنية"[8]:
وتتناول هذه  الدراسة  عرض أمثلة تحليلية لمختارات من رسوم القرن العشرين و تصويره و إنتاج مجموعة من أعمال الفنية المرتبطة بمجال الرسوم و التصوير , كما تناولت مفهوم الخط وقيمته التشكيلية من خلال تحليل مختارات لأعمال بعض الفنانين في مجالي الرسم والتصوير بينما يتركز الاهتمام في الدراسة الحالية حول الكشف عن القيم و العلاقات الخطية في الطبيعة وخاصة غير المألوف منها وما يمكن التوصل إليه بما يفيد مجال التصور التشكيلي- كما اقتصرت الدراسة على ألوان من صنع تجريب الباحثة في مجال الاقتصاد المنزلي.
مصطلحات البحث:
القيمةVALUE:
المقصود بالقيمة تقدير الشئ  ماديا  أو معنويا وقد تقاس القيمة قياسا موضوعيا أو قيمة الشى نسبية فهي تختلف باختلاف الحاجة إليها كما إنها تختلف أيضا باختلاف الزمن والمكان.
الخطLINE:
"يعرف هندسيا بالأثر الناتج من تحرك نقطة في اتجاه ما وكذلك هو الحد الفاصل بين سطحين أو محل تقاطعهما و هو يمتد طولا وليس له عرض ولا سمك لكن مهما كانت دقة الخط الذي نرسمه في الفن فانه يتعذر التعبير عن طوله فقط بالمادة دون إعطائه عرضا وسمكا وليس لهذا العرض معيار ثابت حتى تظل الهيئة تقرأ كخط وإنما هي مسألة نسبية وبصفة عامة فان الشكل يبدو خطأ حينما يطغى امتداده على عرضه" .
الطبيعة NATUR:
هي الحقيقة العظمى التي تحيط بالإنسان في كل ما خلقه الله عز وجل من جبال و أنهار وسماوات و بحار و أشجار ودواب وطيور وحشرات فالطبيعة هي كل ما صنعته  يد الخالق و لم يمتد إليها صنع الإنسان" (31-133) [9] وبفضل الاكتشاف العلمية الحديثة التي اخترقت الظاهر لتكشف لنا عن الباطل وما يجرى  داخل الأجسام فلقد اتسع مصطلح الطبيعة ليمثل "العالم الخارجي بما فيه الإنسان بأكمله كما أن الطبيعة تعني ما يجرى بداخل الأجسام و تكويناتها" [10]

الرسم DRAWING :(12-8)[11]
" الرسم هو تمثيل الأشياء بواسطة الوسائل الخطية أساسا سواء كان عنصرا أو شخصا أو منظرا طبيعيا أو رمزا أو فكرة أو مشروعا " وكثيرا ما يكون  الرسم إعدادا لعمل آخر على مستوى أكبر ولكنه في أحيان كثيرة يكون غاية في حد ذاته و يمكن للمرء أن يرسم بالريشة أو القلم أوالفرجون  أو أقلام الطباشير ,أو الإبرة,أو الأقلام,أو أقلام الشمع أو بالأزميل أو أي  أداة أخرى تحدث خطا على الورق , أو القماش , أو الجلد ,أو الخشب , أو الحجر"



 التصوير التشكيلي .[12]
التَّـصويـر التَّشـكيِلي يُعدُّ من أقدم الفنون وأهمها. وقد نظَّم الإنسان منذ فجر التاريخ الألوان على السطوح بطرق تعبّر عن أفكاره عن الناس وعن العالم من حوله. واللوحات التي يبدعها الفنانون لها أهمية عظيمة للإنسانية؛ فهي تمتع الإنسان وتمده بالمعلومات. ويستمتع الناس بمشاهدة اللوحات لعدة أسباب: فقد يعجبنا جمال اللوحات، أو الألوان المستخدمة، أو توزيعها على اللوحة، أو تعجبنا قيمها التعبيرية المختلفة كالخوف، أو الحزن أو السعادة أو المحبة، أو لتصويرها البارع للطبيعة.
ويمكن أن تكشف لنا اللوحات عن شعور الفنان نحو الموت، والحب، والدين، والعدالة الاجتماعية، والتاريخ والعادات وآمال السابقين ومشاغلهم.كما تخبرنا عن أنماط المباني، والملابس والأدوات وغيرها. فمثلاً، أغلب معرفة الغربيين بأجدادهم جاءت عن طريق التصوير التشكيلي، وغيره من الفنون، لأن كثيرًا من المجتمعات الغربية القديمة لم تكتب كل هذه الأشياء ولم تصفها لهم
الأرنب الصغير من رسم ألبرخت دورير حوالي عام 1502م، رسم بالألوان المائية. 25
x 23سم.
لقد تأثرت بعض الأساليب الفنية بعضها ببعض. وأخذ الفنانون اللاحقون عن السابقين لهم. وتضافرت عوامل جغرافية، وخواص قومية، وأديان، وأحداث تاريخية، وتطور خامات جديدة فكونت تاريخ التصوير التشكيلي. وقد عَرَّفنا المصورون التشكيليون الغربيون ـ على سبيل المثال ـ بطرق تطور الحضارات الغربية. وهذه المقالة توضح الموضوعات المختلفة التي يصورها المصورون التشكيليون، وطرق تعبيرهم، كما توضح عناصر التصوير وخاماته، وأساليبه، وتتتبَّع تاريخه، كما تشمل وصف بعض الأعمال.
وقد اشتهر ـ عبر التاريخ ـ مصورون بارعون، أبدعوا لوحات شهيرة تناولت كل جوانب الحياة، مما جعل من العسير جدًا أن نجد اليوم موضوعًا لم يتناوله المصـورون التشكيليـون، فقد صوروا كل ماحولهم من أشيـاء، كالنـاس والطبيـعة والحيوانـات وتخيـلوا بعـض الموضوعات السابقة كالموضوعات الدينية، والأساطير، كما صوروا لوحات تجريدية بلا موضوعات.






[1]- محمود البسي ونى (1986):"تربية الذوق الفني" دار المعارف،القاهرة .ص97
[2] محمود البسيونى(  1996  ):"تربيه الذوق الجمالي "دار المعارف, القاهرة ,ص92
[3]سليم محمد احمد ,(1997):"الطبيعة كمنبع للرؤية الفنية"دار النشر, القاهرة , ص 34.
[4] أحمد رفعت سليمان :"استخلاص وتوظيف المعطيات التشكيلية الخامات النباتات الطبيعية للاستفادة منها في تصميم اللوحة الزخرفيه " ، رسالة ماجستير ،كليه التربية الفنية جامعه حلوان ،1994.
[5]حسيني علي محمد :"النظام الهندسي لعنصر النباتات تحت الرؤية ألمجهريه كمصدر لإثراء التصميمات الزخرفيه" رسالة دكتوراه ،كليه التربية الفنية ،جامعه حلوان 1983.
[6]د/سعد السيد سعد العبد :"التأمل الصوفي لإثراء الجوانب الابداعيه في فن الرسم ",رسالة ماجستير ،كليه التربية الفنية جامعه حلوان ،1998
[7]د/فكري محمد عكاشة :"النبات في التصوير وتدريسه "رسالة ماجستير ,كليه التربية الفنية ,جامعه حلوان ,1977
[8]د/محيي الدين طرا بيه :" القيم الخطية في رسم القرن العشرين وتصويره وامكانيه الافاده منها في إعداد معلم التربية الفنية " رسالة ماجستير ,كليه التربية الفنية ,جامعه حلوان 1977
[9] - فاطمة أبو النوارج (1994) "التذوق الفني في الطبيعة " دار الكتاب العربي , القاهرة , ص 133 .
[10]- سعاد أحمد جمعة (1972) : " الطبيعة في الفن " , رسالة ماجستير , كلية التربية الفنية , جامعة حلوان , ص 7 .
[11]--  محيى الدين طرابية (1977) :"القيم الخطية في رسم القرن العشرين وتصويره وإمكانية الإفادة منها في إعداد معلم التربية الفنية رسالة ماجستير ,كلية التربية الفنية ,جامعة حلوان , ص 8 .
[12]http ://science . creaf oum .net/t2070_topic 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق